رواية شهد الفهد الفصل العاشر، تأليف شهد أحمد
الطبيب: تعاني من انهيار عصبي، وقد يؤدي ذلك إلى عدم قدرتها على الكلام لفترة
الجد: ماذا نفعل يا دكتور؟ ماذا ستكون هذه الفترة؟
الطبيب: إذا ظلت حالتها النفسية جيدة فسوف تتحسن بسرعة وقد تتمكن من التكلم كثيرا بعد أسبوع. الحمد لله على السلامة .
تنهد الجد : بارك الله فيك
ذهب الجميع إلى غرفة شهد، وكانت الدموع تتساقط من عينيها وهي تجلس على السرير
ليشهد : ……..
جاسر وهو أيضا يبكي: أنا آسف لأني شككت فيك وسقطت دموعك. سامحني، أنت غالي جدًا علينا.
سما: ايوه والله نعتبرك اكثر من اختنا
مايا بالبكاء:شهد، لماذا لا تردين علينا؟
مروان:انت زعلان مننا صح. رد عليا ومش هنزعلك تاني
الجد : اذهب للخارج
مروان بدموع : بس …..
صاح الجد: لقد قلتها حسنًا
بعد أن غادر الجميع
الجد: طيب مش هتجيبيني يا شهد. أنا جدي. أنا آسف يا ابنتي. أنا آسف لأني شككت فيك، ولكن سامحني….
شهد: لماذا؟
الجد انصدم : انت بتتكلم
شهد: نعم، أنت تتحدث، وأخبرت الطبيب أنهم جميعا يقولون ذلك، لأنهم جميعا يشعرون بالذنب ويعرفون أنهم أخطأوا وجرحوني.
الجد: كلهم عرفوا أنهم أخطأوا، فسامحهم، وسأذهب وأفرحهم وأخبرهم
شهد: لا يا جدي، لا، لا أريد لأحد أن يعرف
الجد: لماذا يا ابنتي؟
شهد:خلاص يا جدي ولاتخليني أندم على الكلام قدامك
الجد: حسنًا، خذ الأمور على محمل الجد، لكنك ستبقى هكذا بقدر ما تريد
شهد: لماذا يحدث هذا في دماغي، لكن أريد فقط أن أعرف شيئًا واحدًا، لماذا يفعل فهد بي هذا؟
تنهد الجد: ستكتشف ذلك في الوقت المناسب
شهد: متى سيأتي الوقت المناسب؟
قال الجد وهو يتحرك من مكانه: «أغلق.. سأتركك وحدك لترتاح. طاب مساؤك.” وانصرف بعد أن قبل رأسها، ودخلت شهد في نوم عميق من شدة التعب.
مالك: مالك يا فهد؟ لماذا لم تكونا معًا لمدة ساعة؟
فهد : انا خائف
مالك: من ماذا؟
فهد:أخشى أنها ذهبت
مالك : من هي ؟
فهد : شهيد
مالك: شهد، من هو ابني؟ لا تتحدث. سوف تجعلني أضحك، يا لها من محادثة
فهد:شهد ابن عمي المات
مالك:الله يحرقه ما دام راح وبعدين لا تبتعد. لماذا أنت مستاء هكذا؟
فهد: نعم أنا السبب. لقد آذيتها كثيرًا، ولم تكن مذنبة بأي شيء
مالك: وأنت تعلم أنها ليس لها ذنب لماذا آذيتها؟
فهد: عندما قابلتها مع العصر باللغة العربية، كنت أشعر بالجنون ولم أستطع احتواء نفسي وقلت ما قلته للتو.
مالك:شو ركبت العربية مع العصر وشو قلتلها؟
فهد: مالك، لا أستطيع أن أتكلم، من فضلك
مالك : طيب تفضل
فهد: هل تعرف من الفتاة التي قلت لك اسمها؟
مالك: نعم، كنت أعرف وكنت أراقبها منذ فترة أنها تتحدث مع شخص ما طوال الوقت
فهد بشك: من هذا الشخص؟ ما اسمه؟
المالك: سالم الرفاعي
فهد : يا ابن *****
مالك: أنت تعرفه
فهد: سالم الرفاعي، منافس لشركتنا وأحد أكبر أعدائنا
مالك: ماذا ستفعل؟
فهد: سأستمر في البحث في هذا الموضوع، لكن لم يحن وقت رحيلي، وعليكم السلام
مالك:فهد شكلك حبتها
ذهب فهد ولم يجبه
___________
فهد : ليه انتي قاعده كده ؟
ولم يكن هناك أي رد من أي منهم
فهد: لا تجيب لماذا أقول هذا؟
جاسر: نريد أن نجاوب لماذا لست السبب في كل ما حدث
فهد ببرود: ماذا حدث؟
مروان: حدث يا أستاذ بعد أن مشت شهد أغمي عليها، وقال الطبيب إنها أصيبت بانهيار عصبي جعلها تفقد النطق.
فهد بصدمة: ايه؟
سما: كما سمعت ذلك
مايا بايات: حرام عليك والله أن تكوني فهمت الموضوع خطأ وأن تظني أنهم سيؤذون منه. أنت المذنب في حق الله.
صعد فهد إلى غرفة جده في الطابق العلوي. طرق الباب فسمح له جده بالدخول
الجد: ماذا تريد؟
فهد:شهدت مالها
الجد: أنت المالك، وليس السبب
فهد: هذا ليس وقت الحديث. لقد فقدت قدرتها على الكلام بشكل خطير
فوبخ الجد: نعم بسببك
فهد: طيب ممكن أدخله
الجد: لا طبعا لم تكن تتحمل وقتها والطبيب قال يجب أن تتحسن حالتها النفسية قبل أن تتمكن من التحدث مرة أخرى
فهد: وقتها كانت نايمه. سأدخل وأطمئن عليها، لكني سأعود لاحقًا
الجد: قلت لك لا، لن أعرضها للخطر، انتبه
ذهب فهد دون أن ينطق بكلمة واحدة، متوجهاً إلى غرفة شهد. نعم إنه عنيد ويفي بما يقوله ولا يستطيع أحد أن يمنعه.
فهد:أنا آسف يا رب بس أريد اطمن عليها. اغفر لي. فتح الباب ودخل الغرفة وكانت شهد نائمة.
فهد وهو ينظر إليها ويتأمل ملامحها: دي أول مرة أشوفك قريب كدا. تبدى جميلة جدا. أنا عارف فعلا إنك مش هتجاوبني طبعا مش لأنك نايم عليا. أنت أكيد زعلان مني، ومش هتعرف حتى تتكلم بسببي. ولكن أنت الذي أزعجني. ما الذي يجعلك تركب معه في وقت معين؟ مثل هذا لوحدي، لكن أنا، أنا، أنا، أنا آسف، أعلم، إنها المرة الأولى التي أعتذر فيها لأي شخص، لكني أبدو هكذا. أحببتك كثيراً، كما قال مالك وأكمل حديثه وهو يتنهد. ليلة سعيدة يا ملاكي.
بدأ ينسحب من الغرفة بهدوء حتى لا تستيقظ أو يراها أحد، ولكن حدث شيء لم يتوقعه وأسقط الكلمة التي كانت في غرفة شهد.
بدأت شهد تتحرك في السرير لكنها لم تستيقظ، إذ كان نومها ثقيلاً
شكر فهد ربه وغادر الغرفة بسرعة، لكن سما رأته وهو يغادر الغرفة
سما: ماذا كنت تفعل في الداخل؟
فهد:ليس لدي دعوة وذهب بسرعة إلى غرفته
سما لنفسها: يا إلهي مافيها شي. لا بد لي من الدخول والاطمئنان عليها
دخلت سما الغرفة ولكن…
سما: اههه
هذه المرة، استيقظت شهد من الخوف الشديد، لكنها لم تتكلم. ذهبت إليها بسرعة، واجتمع الجميع في غرفة شهد ما عدا فهد.
الجد: ماذا حدث؟
وكانت سما تبكي: لا أعرف. دخلت الغرفة فوجدت هذه الكلمة تخرج ولم أفكر فيها فداس عليها.
نظرت إليها شهد وهي تبكي دون أن تنطق بكلمة واحدة
سما وهي تبكي وتتألم: خلاص خلاص أنا بخير. فلنخرج من هنا. شهد، لا يمكنك أن تهتمي بصحتها ونفسيتها بهذه الطريقة.
الجد: ادعمها وتعال لنعقم هذا الجرح
جاسر: حاولي تبقى معايا
سما بألم: لا أعلم ما الذي جعل شهد تبكي أكثر
جاسر: طيب أنا آسف يا جدي بس لازم أشيله
سما: ماذا تقولين؟ هذا غير ممكن، وقبل أن تكمل حديثها، حملها جاسر وانصرف.
مايا بعد أن ذهب الجميع: خلاص يا شهد اهدى هى تمام يلا ننام، وقبلتها على خدها وخرجت.
الخارج
سما: اههه
جاسر: أمهلني بعض الوقت حتى أنظف الجرح
سما : يؤلمني كثيرا
مروان: غريبة، لكن ما معنى هذه الكلمة؟
سما : فهد
مايا: ماذا تقصدين بفهد؟
سما: رأيته يغادر غرفة شهد فدخلت للاطمئنان عليها
الجد بعصبية: هذا يعني أنه أخلف كلمتي
مروان: يعني عرفت يا جدي وسمحت له بالدخول للغرفة. أفترض أنها كانت مستيقظة ورأته.
الجد بحدة : طلب مني السماح لها بالدخول للاطمئنان عليها لكنني رفضت لكنه كسر كلامي ودخل عليها أيضا
جاسر: قلتي ايه عشان اطمن عليها؟
سما: بطبيعة الحال أكيد شعر بالذنب وشعر بالاطمئنان عندما علم أنها فقدت نطقها بسببه
مايا: معقول دخل فهد للاطمئنان عليها
الجد: خلاص، خليك في المكان اللي أنت فيه
سما: احسب يا زفت إيدك توجعك
جاسر : اعمللك ايه ؟ يعني مش هطهر لك الجرح كمان. لم يعجبك الأمر، ثم انتهى الأمر، لقد انتهيت.
سما : شكرا
جاسر: لو سمحتي يلا ننام اقطعي ظهورنا يا شيخة كل هذا صوت
سما: ايوه بعد كدا هصوت لك بكل أريحية يا خلف
جاسر : يلا بارد
سما:مش أكتر منك
مروان ومايا كانا واقفين هناك، يضحكان بسبب توم وجيري اللذين كانا يتشاجران أمامهما.
مايا: أتمنى أن تنتهوا من السخرية من بعضكم البعض، فلنخرج
سما: يلا ادعميني
جاسر بغمزه : لا تيجي وانا هقلك
سما : لا تدري يا حيوان
جاسر : لا أريد أن أتركك نهائيا . من الصعب بالنسبة لي. سوف ينكسر ظهر مايا عندما تخبرك بهذا.
سما : ما عندي دعوة
ضحك الجميع وذهب كل منهم إلى غرفته
___________
ليست هناك تعليقات