رواية نور الليل كاملة وحصرية تأليف مريم أشرف
نادر بعصبية: اه..
فنظر إلى الليل باستغراب ثم نظر إلى الفتاة التي معه وقام من مكانه تجاههم..
كمال: سأعرفكم على بعض.. هذه نور ليل.. الطبيب النفسي الذي أخبرتك عنه.. وهذا ابني ليل نور..
وأضاف وهو يفحصها: «عموما خليها تتعب زي قبل وترجع لبيتها.. أو أقول الحضانة..
نادر منزعج من تصرف ابنه: ما هي طريقة كلامك؟!..أنت لا تحترم نفسك؟!
ليل مستغربة: من أحترم يا حاج؟ إذا تزوجت، فسوف أبقى مع امرأة تقودني الآن. وأنت أيضًا تسميها طبيبة جيدة. متى كانت تدرس؟!
نور بابتسامة مريبة.. اقتربت منه وأخرجت يده من جيبه: هذا أفضل!!.. الغرور لا يليق بك..
نظرت إليها قليلاً وقالت: سنرى من سيفوز بالجولة.. أنت أم أنا طفلتي نور.. قال ذلك وذهب إلى غرفته..
نادر بخجل: أنا آسف جدًا يا بنتي. امسحه بعيدا..
نور بتحد: هنشوف أنا أو أنت يا ليل… متأسف يا نادر بك.. أنت معملتش حاجة في كل ده..
نادر بابتسامة: خذي وقتك يا ابنتي.. البيت بيتك.. وناديني بابا طوال الوقت.. لقد كنت فتاة مثلك طوال حياتي.. اعتبريني والدك إذا أردت ذلك بالطبع ..
ابتسمت بسعادة: نعم يا أبي. هل يمكنك أن تريني المطبخ؟
نادر:إنتي جائعة يابنتي. سأخبرهم أن يحضروا لك الطعام
نور: لا لا.. أردت فقط أن أتناول الشوكولاتة الساخنة وأتناولها ليلاً لبدء مرحلة العلاج..
نادر بابتسامة: أوكي يا بنتي.. دقائق معدودة وستحضره الخادمة..
وأضافت بتردد: و…هل يمكنك أن تريني أين غرفته؟
________________________________________________
وبعد بضع دقائق، كانت نور تصعد الدرج وهي تحمل كوبًا في يديها.
طرقت باب غرفته فأذن لها بالدخول
دخلت وتحدثت بضحكة مميزة أظهرت غمازتها: أحضرت لك شوكولاتة ساخنة.. لتهدئ أعصابك..
قالت ذلك وشهقت من الصدمة عندما وجدته عاري الصدر ويجلس في الشرفة وينفث سيجارته.
نظر إليها بصدمة: أنت التاني.. ماذا تريدين يا طفلة؟!
نور خجلت وعيونها على الارض:اولا مش هسمي طفلته..
اقتربت من الطاولة ووضعت الكوب عليها ثم اقتربت منه وهو لا يعيرها أي اهتمام.
انتزعت منه السيجارة بخفة وألقتها من الشرفة.
قال بعصبية: كيف تجرؤين؟!!
رفعت يديها: السيجار والتدخين يدمران الصحة والرئتين ويجلبان الحزن والاكتئاب.
أشعر بالحرج: هل هذا يعني أن الشوكولاتة تجلب السعادة؟
ابتسمت : نعم بالطبع .
أمسك بالكوب وذهب إلى الشرفة مرة أخرى وألقى به كله بعيدًا.
تكلم بعصبية مما جعلها تشعر بالرعب: هاه؟.. هذا أفضل.. أليس هذا؟!!
وقفت نور هناك مصدومة، غير قادرة على تصديق ما فعله الآن.. لنفسها: هل من الممكن أن يكون هناك شخص يكره الشوكولاتة؟
ردت بتحدي: كنت أعرف أنك لن تشربه يا العلوي!!..ولكن والله أغير الليل بداخلك إلى النور الذي بداخلي!!
اقترب منها بعصبية وهددها: هل تتحداني؟!!!
نور جامدة: آه أتحداك.. ماذا ستفعلين؟ يعني.. هل ستضربني؟!.. هل أعتقد أنك ستخيفني بتلك العضلات..
هز رأسه بثقة:سترى ماذا سأفعل..
ذهبت إلى الباب وأغلقته بسرعة ورجعت إليها.
كان يسير نحوها ببطء مخيف، وعيناه السوداوتان على عينيها العسليتين الواسعتين. كانت تنظر إليه بتحدي وقوة لتظهر له أنها ليست خائفة.
وفجأة أصبح جسدها ملتصقا بالحائط من شدة قربه منه. وضع يديه على الحائط وأمسكهما بينهما.
بهمس شيطاني: الأفضل لك أن تلعب مع من هو أفضلك أيها الشاطر.. أنا لست أفضلك على الإطلاق.. هل تفهم؟!
نظرت إلى عينيه… ثم إلى الغرفة التي كانت كلها سوداء: كيف تعيش هنا في الظلام؟!…أوه…غدا هذا اللون يجعلني متوترا…
حاول أن يتحكم في قبضته…نعم أصبح يلعب على أعصابه الآن…
تحدث معها بحدة: إذا لم يعجبك أخرج.. الباب أمامك أم أدلك؟
فتحت دولاب ملابسه: ايه ده حتى ملابسك سوداء؟! ما هذه الحياة؟ غدا سأحضر لك ملابس ملونة.
فقاطعها بصراخ: ماذا تقولين؟!!..اسمعيني مرة أخرى أيتها الذكية؟!!..لو فكرتي في الأمر فقط، سترى ما لن يعجبك..
فأجابت بابتسامة: وماذا لن يعجبني أيضًا؟
مسح وجهه بيده وارتدى قميصه وهو يتحدث معها: أقول لك، ما اسمك؟ من الأفضل لك أن تذهبي يا ماما. أنا لست آسفة عليك..
قال ذلك ودفعها بعنف خارج الغرفة وأغلق الباب خلفه.
نهضت من الأرض ومسحت ملابسها: “أليست وقحة حقًا؟”
أما هو فضحك بشر: إذا لم تكن مجنوناً يا دكتور فلا تفوت ليلة علاوي!!
(علامات للترجمة)روايات
ليست هناك تعليقات