أخر المواضيع

رواية رعد السماء والرعد والسماء الفصل الخامس الخامس تأليف منال عباس

بعد أن ساعد رعد سما في ارتداء ملابسها، أخذها وأجلسها على كرسي أمام الكوافير. وقف خلفها، ويمشط شعرها الأسود الطويل الناعم كالحرير. حرارة جسده من شدة القرب جعلت لغة جسده تتكلم… قطع هذا الصمت دخول سوزي.

سوزي : قلبي كان يشعر وكأنني أدعو لك منذ الأمس ولم تستجب لي….

رعد بهدوء: كيف يمكنك التدخل دون استئذان؟

سوزي: لدي الحق في الدخول والخروج كما أريد… ثم تخرج فتاة الشارع هذه من هنا

رعد: واضح أنك جننت. كيف يمكن لصوتك أن يكون عالياً جداً وأنا هنا؟

سوزي تمثل: رعد، أنت تصرخ في وجهي بسبب هذه الفتاة… وأنا التي أجي أفرحك وأبلغك بأني حامل.

الكلمة سقطت كالصاعقة على الرعد، بل وأكثر على سما

ولم تعرف سما سبب شعورها بوخز في قلبها عند سماعها هذا الخبر

اقتربت سوزي ببطء من رعد الذي كان واقفاً ساكناً مثل الشمس الغاربة

اخذت يدها ووضعتها على بطنها..

سوزي: مبروك يا ابننا الحبيب

ثم نظرت إلى سما

سوزي: وأنت يا فتاة هيا عودي إلى المكان الذي أتيت منه… لقد قررت أن أعيش معك هناك يا رورو…

رعد: ابتعد عنها يا زوجتي

سوزي تفاجأت : مرآتك !!! متى حصل هذا؟

رعد : مافيه شي ..

فأخذها وترك سما وخرج بها إلى إحدى الغرف المجاورة لغرفته

رعد: مكانك هنا ولا تظني ولو للحظة أنك تقتربين من سما..

سوزي: هل هذا كل ما يهمك؟ ما أنا و ابنك في بطني…

رعد:طالما ابني هذا لم يخرج لشئون الدنيا…فليس لك الحق في شيء…اجلس هنا وسيتم تلبية طلباتك…

سوزي: يعني مش هتتجوزني يا رعد

رعد: عندما تكرم ابني وقلت لن أكرره مرة أخرى، تركه ورحل….

عند سما

وكانت جالسة والدموع تتساقط من عينيها.. كما كانت

ندى طرقت الباب

سما: ادخل

ندا:حبيبتي صباح الخير…طمنتك

خفت أن آتي إليك.. ولم أصدق عندما رأيت هذا الرعد يخرج وجئت إليك في الحال

سما: لا أعرف لماذا يحدث هذا

ندى: قولي الحمد لله يا حبيبتي..ووضعنا الآن أفضل بكثير مما كان عليه في الماضي، ولم تنسي أيام أمنا الغول.

على الأقل وجدنا مكاناً للنوم.. ورعد رغم أنه كان مرعباً.. لكن في النهاية بقي زوجك..

سما: زوجي.. يبدو أنك لا تعرف شيئا

ندى: ايه المشكلة؟

سما أخبرتها بما حدث معه بالأمس.. ووجود سوزي الآن وأنها حامل منه

كانت سوزي واقفة خلف الباب تستمع إلى محادثتهما

تهدد سما وتخطط لكيفية التخلص منها..

ندى: يا حبيبتي سما.. نية تعملي ايه؟

سما: ماذا يمكنني أن أفعل وأنا غير قادرة على القيام بذلك؟…

سمعت سما صوت حركة بالقرب من الباب

سما بهمس: سمعتي اللي سمعته

ندا: لا…ماذا؟

سما: أشعر أن هناك من يتجسس علينا

فتحت ندى الباب ببطء لكنها لم تجد أحداً

ندى: مفيش حد يا سما.. انتي تحضري لنفسك…

سما: ربما

ندا:تمام يلا ياحبيبتي علشان تفطري

ولا تريدون أن أعرضه لكم هنا..

سما: بس ما عندي نفس النفس..

ندى: ده خطأ…لازم تاكلى كويس وتاخد دوائك

وأما سوزي هذه…عليك أن تأخذ حقوقك منها…أنت زوجك…وهي الله أعلم…

سما: ازاي ندى..هي حامل منه..

ندى: بس هو اختارك… بس هي فرضت نفسها عليه. وداعا، أنا جائع.

ذهبت الفتيات إلى الطابق السفلي

طلبت ندى من الخدم أن يعدوا لهم الإفطار

جلست ندى بجانب سما وساعدتها على تناول وجبة الإفطار

وبعد دقائق نزلت سوزي إليهم

سوزي بازدراء: أوه، يا لها من رائحة…نعم…البيض

لن أتمكن من أكله.. رائحته كريهة

ندى: هو اللي قالك كلي.. الفطار عندنا.. بس أنت حر تفطر أو لا.

سوزي: هل تجعلني مجنونة أم ماذا؟ كيف يمكنك التحدث معي بهذه الطريقة؟

لقد مر وقت طويل وسأطردكم مثل الكلاب

عاد رعد من الخارج

ركضت سوزي نحوه

سوزي: اتبعني يا رعد المتوحشين. رفضوا أن يسمحوا لي بالإفطار. من فضلك، يبقى ابنك جائعا.

نظر رعد إلى سما فوجدها صامتة

أما ندى فقامت لتتحدث معه

ندى: رعد بيه…انت وظفتني هنا لخدمة ومساعدة سما…أعتقد أنه ليس مطلوبا مني أن أفعل شيئا لأي شخص آخر.

رعد: طيب..

سوزي: ما الأمر؟

رعد: ما سمعته…تريد أن تفطر مع الخدم اسألهم…وهلأ لا أريد أن أسمع أحداً منكم. وتركهم ودخل لمكتبه..

وكان يلقب بوالده زهران باشا التميمي

زهران: عاش من سمع صوتك.. وأخيرا تذكرت أن لديك أبا تتحدث معه

رعد:اعذروني كنت مشغولا

زهران: مشغول مع والدك!!!…أريدك أن تأتي لرؤيتك…

رعد: يا أبي أنت تعرف رأيي في هذا الموضوع

تريد رؤيتي…إبقى خارجاً في أي مكان أو في فيلتي أو أي شركة…ولكنني لن أدخل منزلك…

زهران: انسى يا ابني.. فيقاطعك الرعد

رعد: اطمئني نسيت وأحب أن أبلغك بأني تزوجت

زهران : تزوجت !!! وأنا آخر من يعلم

رعد: ما الفرق يا والدي؟ أعتقد…الزمن يعيد نفسه

لم أنساك عندما فاجأتني بزواجك

زهران: خلاص يا رعد… مبروك يا ابني

سآتي إليك غدا لتهنئتك

رعد: مستنياك… بس لوحدك

وأغلق الهاتف…

جلس على كرسي المكتب وتذكر ذلك اليوم المشؤوم….

طرق على الباب قطع أفكاره

رعد : ادخل

ساعدت ندى سما حتى وصلت إلى أحد الكراسي

طلب رعد من ندى أن تغادر

وخرجت ندى وأغلقت الباب

حاولت سما الجلوس على الكرسي، لكنها كادت أن تسقط وفجأة وجدت رعد يمسكها لتتمكن من الدخول بين ذراعيه

سما : انا . أنا. رعد يقاطعها بقبلة ساخنة… تلتهم شفتيها… تحاول سما الابتعاد عنه لكنه يحيطها بقوة أكبر بذراعيه… ولم يتركها حتى أحس بدماء شفتيها على فمه… وكأنه يشرب منها لينسى الألم الذي كان يعاني منه. طالما هو يحاول أن يبقيها قريبة…سما كانت تائهة بين أحضانه…هي أيضا ينقصها الحب والحنان…فتقترب منه وتضمه بين ذراعيها…تابع

(علامات للترجمة)روايات

ليست هناك تعليقات