رواية بعيدة المنال الفصل العاشر 10، تأليف بسنت عبد القادر

رواية بعيدة المنال الفصل العاشر 10، تأليف بسنت عبد القادر

رواية بعيدة المنال، الفصل العاشر

 

ذهب عمار في سيارته، وطارق في سيارته، وتبعاه حتى اطمأن طارق قلبه إلى أن عمار قد وصل إلى منزله بالسلامة.

منزل السيد القناوي :

وبدأ عمار يفكر في كل الأحداث التي حدثت. وكان صراع بين الحب والغيرة والكراهية لأكمل صبري ذلك المرمم اللعين، وبين الكراهية لهاشم أيضاً، حتى وصل إلى هذه النقطة.

وتمنى عمار أن يكون مكان هاشم وأن يفعل ما فعله هاشم من جراء تلك المصيبة، والتي كانت نهايتها أن ينال من يحب.

بدأ عمار يفكر كثيراً حتى خطرت في ذهنه خطة. وهنا ابتسم بخبث وقال:

حبيبتي يا حور أنتي من بدأتي هذا المخطط الذي هو مصدر رزق !!

ثم ضحك عمار ونام نوما كاملا.

منزل حسن الرشيدي :

استيقظت حور من نومها لكنها لم تكن بخير. كانت تحلم بعمار القناوي. وبدأت تتساءل لماذا تحلم بالمدعو عمار رغم أنها تكرهه؟!

شعرت بالارتباك وكانت تحلم بأنها مع عامتر وأنه يخبرها أنها بأمان وأنه بجانبها مهما حدث. والأغرب أنها كانت تنظر إليه بالحب والسعادة !!

أغمضت حور عينيها وبدأت تذكر نفسها بأن عمار شخص لا يعني لها شيئا سواء من قريب أو بعيد، خاصة عندما تكون على وشك الخطبة لشخص آخر.

ذهبت حور إلى حمامها، واستحمت، وارتدت ملابسها استعدادًا للذهاب إلى جامعتها.

غادرت حور غرفتها وتوجهت إلى غرفة الطعام فوجدت الجميع على الطاولة.

قال حسن بحب:

صباح الخير يا فتاتي الجميلة

ردت حور بمحبة:

صباح الخير يا أبي

قالت شريهان بحب:

صباح النور حبيبي

ردت حور بمحبة:

صباح الخير يا ماما

لكن حور لم يخبر حورية بالصباح هنا. قالت حورية بتعجب:

وليس لدي صباح الخير

قالت حور بسخرية:

لا، صباح الخير لأختي الحبيبة. بالأمس، ولأول مرة، شعرت وكأنني لا أعرفها

فقال حسن متعجبا:

ما الذي تتحدث عنه يا حور؟ ماذا تقول؟ أنا فقط أفهم؟!

قالت حور بحزن:

أنا أقول الحقيقة يا أبي. أختي تخفي عني أمورا منها مسألة هاشم أم ماذا؟! لا لما تيجي تقول قول لميادة !! لم أكن أعلم أني غالية عليك لهذه الدرجة!!

قالت حورية في مبرر:

يا ساعة أنا…

وهنا قاطعها حسن قائلاً:

انتظري حورية ماذا عن أختك؟ لا تتحدث معها بهذه الطريقة مهما حدث، ولا تلومها على أي شيء يخصها. ميادة واحدة من صديقاتها فقالت لها مش معقول لو قالتلك كنتي قلتي حاجة عاجلة تزعلها ؟!!

فقالت حور بدهشة:

ماذا تقول يا أبي؟!

فقال حسن بحزم:

أنا أخبرك بما تحتاج إلى معرفته يا حور. أختك لديها خصوصيتها الخاصة. هذا لا يعني أنك، أختها، تعرفين جميع أفراد عائلتها. سأعطيك مثالا. هل أخبرت حورية عن موضوع “اكمل هذا”؟

نظرت حور إلى والدها وحورية وقالت بارتباك:

لا يا أبي، فقط…

قالت شريهان:

لذلك لا تلوم أختك. ليس لديك أسرارك الخاصة. جاءت وقالت لك لماذا لم تخبرني؟! من أمني يا حور هل تفكرين هكذا؟! أنا لم أربيك هكذا !!

قال حور مبررا:

يا ماما ميادة في سوسة ومش هروح هناك!!

قالت حورية بغضب:

عفواً يا حور، لا تخطئي في حق صديقتي، وهي ليست وحدها. حافظت على اسراري وكانت كويسة، وعلى فكرة ميادة كويسة مش زي والدتها. وهي مثل والدها العم عماد. لا تتكلم عن أحد يا حور وأنت لا تعرفه !! ما المثل الذي سأقوله والذي جاء فجأة عندما عرفت الشخص؟ نعم ! يمارس الجنس معه؟! لا، أنت لا تعرفه!!

فقال حسن بفخر:

هل رأيت أن أختك التي هي أصغر منك لديها عقل يزن دولة؟

قالت حور بغضب:

هل أنا وحش الآن؟!!

قالت شريهان بغضب:

حسنًا، تحدث بأدب!

فقال حسن بحزم:

انزلي الآن يا حور حتى لا تتأخري عن جامعتك، لكن عندما تعودي إلينا كلميني حتى أفهم لماذا أصبحت غريبة إلى هذا الحد؟! من فضلك اذهب إلى جامعتك حتى لا تتأخر.

وهنا غادرت حور وقالت شريهان بقلق:

ليس لديها حور؟! هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها ابنتي هكذا!

قال حسن بحيرة:

لا أعلم يا شريهان، لكني سأفهم اليوم.

قالت حورية بحزن:

أنا آسف يا بابي، سأتصالح مع حور و…

فقال حسن بحزم:

لا يا حورية معك حق هي التي أخطأت وليس أنت !!

الجامعة :

خرجت حور متوجهة إلى الجامعة بعد نزولها من سيارتها الخاصة. كانت تبحث عن أكمل لكنها لم تجد أكمل. ثم ذهبت إلى صديقاتها، وهنا بالصدفة قالت بمرح:

أن تأخذ عقلك

قال حور بقلق:

هل رآه أحد مكتملاً اليوم؟!

قالت سلمى:

لا، لم أشاهده اليوم

قالت سارة بتعجب:

الغربي!!

قال يوسف بضجر:

ممكن حصلت ظروف ولم تكن طبيعية.

جاء اتصال إلى حور من رقم غريب. استغربت لكنها ردت وقالت:

مرحبا مين معي؟!

أجاب الشخص:

حضرة القاضي، كان هناك شخص تعرض لحادث ولم أرى أنني وجدته لا يزال على قيد الحياة. لقد حصلت على رخصته العربية. لقد وجدت اسمه أكمل صبري. بحثت عن الهاتف المحمول للاتصال بأحد أفراد عائلته أو يعرفون. لقد وجدت حسابك. آخر رقم اتصلت به، لكن الهاتف المحمول كان على وشك التوقف عن الشحن. اخذت الرقم واتصلت بك

وقفت حور وبدأت بالبكاء:

ماذا تقول ؟! هل هو بخير؟!!

أجاب الشخص:

جيد يا آنسة حور، في انتظار وصول سيارة الإسعاف.

قالت حور وهي تبكي:

لو سمحت ممكن ترسل الموقع على الواتس اب حتى اتمكن من القدوم ؟!

أجاب الشخص:

بالتأكيد يا سيدي

ثم أغلقت حور الهاتف وهي تبكي وجمعت صديقاتها وقالت بالصدفة بقلق:

ما الأمر يا ساعة؟!

قالت حور وهي تبكي:

أكمل الحادث ويجب عليهم المغادرة

قال يوسف:

هل تريد مني أن آتي معك؟

قالت حور وهي تبكي:

لا، سأذهب وحدي!

قالت سلمى بقلق:

هل ستعرف كيف تتسوق؟! فليكن معك يزيد أو يوسف أو الحسين أو يمشي خلفك أو يأتي معك أحد منا!!

فقال حور بإصرار:

لا سأذهب وحدي ولن أكرر كلامي

قالت سلمى:

سلّمنا وقولنا أي مستشفى؟!

قال يزيد :

إذا حدث شيء عاجل اتصلي بنا يا حور ماشي وسنتابعك هاتفيا.

قالت حور وهي تغادر:

نعم يا شباب

ثم تركتهم وأرسل لها هذا الشخص الموقع وقررت الذهاب.

في سيارة عمار:

وبعد أن تحدث عمار من رقم مختلف باستخدام برنامج صوتي، سيطر عليه الغضب والغيرة.

فقال عمار بغضب:

هل أنتِ خائفة عليه إلى هذا الحد؟! يعجبك لهذه الدرجة لكن لا لن يحدث يا حور وسأثبت أن أكمل هو آخر من يثير غضبك.

كان عمار ينتظر ساعات هنا. تم تشغيل أغنية “أجمل النساء”.

أجمل نساء العالم في عيني

أجمل نساء العالم أنت يا حبيبتي

أجمل نساء العالم في عيني

أجمل نساء العالم أنت يا حبيبتي

أخذني الحب إلى قصة حب حلوة

عشت معها ورأيت فيها أجمل حياة

لا أستطيع أن أصدق أنك بين ذراعي

من يوم حبك أخذني ما ضاجعتني

في داخلي شوق بقدر الحنان الذي أشعر به تجاهك

روحي فيك، ونظرتي لك هي الحياة

أجمل نساء العالم في آنا

لقد قدرت أن تأخذني من روحي في ثانية

أوعدني أنني لن أحب أحداً غيرك في الوجود

شعور جميل بداخلي أكبر من الحب

ما بيني وبينك أكبر من مجرد كلام

شعور جديد يأخذنا إلى ما هو أبعد من الحدود

يا أجمل النساء

وبعد انتهاء الأغنية ابتعد عمار وقال لبهيام بادو دون وعي:

أنت حقاً أجمل نساء العالم يا حور!

وصل حور إلى المكان ووجد سيارة. نزلت من سيارتها واقتربت من السيارة. وحالما وجدت عمار يخرج من سيارته، عرفت أنه فخ تم نصبه لها.

وهنا حاولت حور الركض بأسرع ما يمكن إلى سيارة، لكن لسوء حظها أمسكها عمار وقام ليحملها على كتفيه. وكانت حور تضربه بيدها على ظهره بقوة حتى آلمه كثيراً، وكانت تصرخ وتقول بصوت عالٍ نوعاً ما:

أحبطني يا بن قناوي، ووالله لأنك ندمت على ما فعلته بي، أحبطني بما تقول!!

لم ينتبه عمار لما تقوله، ثم أدخلها إلى الداخل وضغط على زر قفل الأطفال في السيارة حتى لا تفتح الباب. فقال عمار بغضب:

أنت تدمريني يا شيخة. أنت حمل على ظهري سيكسر عمودي الفقري أيها المفتري!!

قالت حور بغضب:

هل تعتقد أنني حورية البحر أم ماذا؟ أنا دليلك في ستين مرة والآن، وليس ببعيد أن يفسخ خطوبة حورية وهشام بسببك. مهما حدث لك يا عمار ابن السيد القناوي واعرف ما قلته جيدا !!

أمسكت حور بحقيبتها وأخرجت هاتفها حتى تتمكن من الاتصال بزيد أو يوسف، لكن مستحيل، أخذ عمار الهاتف منها ووضعه بجانبه. فانفجرت حور بعنف وقالت:

نهارك مظلم هات الموبايل أحسن لك !!

وهنا سئم عمار وقال بغضب جهنمي:

اسكت!!

وهنا انتشر الرعب، وغضب حور، وشتم عمار نفسه وقال بندم:

أنا آسف يا حور، أنا آسف لأني رفعت صوتي ضدك بهذه الطريقة.

قال حور:

ماذا تريد يا عمار؟! يا له من جو قديم، لماذا فعلت ذلك؟!

قال عمار وهو يقود السيارة:

ستعرف الآن!!

قالت حور بغضب:

أين تخبرني؟!!

قال عمار:

هنروح مكان نتكلم فيه بهدوء ويكون صوتك عالي ومتخافش. لن أخطفك أو أشاهد هذه الأفلام الغبية !!

ظل حور صامتا، وبدأ عمار بالقيادة حتى وصلوا إلى مكان هادئ بالقرب من المقطم. وقبل أن ينزل عمار وحور، أخذوا كل متعلقاتها.

قالت حور بغضب:

ليس من حقك أن تأخذ ما أحتاجه!!

قال عمار بهدوء:

انزلي يا حور رضي الله عنك. يجب أن نتكلم!!

وهنا جاءت حور على مضض لتنهي هذا الكابوس المزعج مع الشخص المدعو عمار !!

وقف عمار أمام حور، والريح جعلت شعر حور يتطاير مع الريح، وهنا تحرر عمار في منظر الحور الخلاب. قطع حور قطار أفكار عمار فقال حور:

ماذا تريد يا عمار؟! ماذا تريد أن تتحدث معي عنه؟!

نظر عمار إلى حور ثواني ثم قال بهيام وعيناه مليئة بالحب:

حور انا احبك!!

فتعجبت حور وقالت:

نعم ؟! من تحب؟!!

قال عمار بكل حب وحنان:

أحبك يا حور. انها لم ترى أي شخص آخر غيرك. أنت كل شيء بالنسبة لي. لقد كنت يأس من كل شيء!

لكن عندما فعل هاشم هذا وخطبت له حورية شعرت أن هناك أمل!

ضحك حور بسخرية وهيستيريا، مما أثار غضب عمار. قال وهو يمسك بذراعيها بقوة:

ماذا قلت؟ إنه يضحك!!

انتزعت حور ذراعيها منه بغضب وقالت:

أبعد يدك، لا تلمسني!! أقول لك لماذا أضحك؟! لأني لا أحبك، أحب أن أستمر، لم أشاهدك قط يا عمار، لم تنتبه مطلقًا، ولعلمك فكرة التصالح مع ما حدث ليست عني، بل عن والدي حورية وأمي ولكني خارج نفسي، أحترمك أنت فقط، وطبعاً أصدقائي الرعاة أكثر بما أنني لا أستطيع أن أفهمها أو أغنيها لك؟!

فقال عمار بغضب:

وليه إن شاء الله هو أفضل مني في إيه؟! لأنني مدرس مساعد، بالمناسبة، أنا مع مرتبة الشرف الأولى وكان سيتم تعييني كمساعد تدريس، لكنني سأغادر ولست وحدي. والدي وحده يستطيع القيام بهذا العمل. أخبرني هل هو أفضل مني في ذلك؟!!

قال حور:

هقولك ليه بسبب فارق السن بيني وبينك !! ستقول أنا حورية وهاشم سأقول لك لست حورية أنا ساعة يا عمار حور حسن الرشيدي !! والشيء الثاني هو أنني أحبكما ولن يفرقنا شيء. عرفت ليه بقي يا استاذ عمار؟!

ثم تابعت وقالت:

لا، لأنني لم أشعر بالراحة معك أبدًا

لا عمار لم يكن معنا طيلة العمر لا من قريب ولا من بعيد!!

لا، بسبب أشياء كثيرة

قال عمار بغضب شديد:

هل ترفضني لأكمل صبري؟!! هههه تحبيه صح؟! حسنًا، الحب لن يأتي بالذوق، بل سيأتي بالصحة الجيدة، وليس لدي أي مشكلة. سأعود عن كلامي وأختطفك في مكان لا يعرفه أحد، وسأأتي بين الحين والآخر وأبقي عيني عليك وستبقى أسيرتي.

قال حور بفزع:

انت مجنون انت مش طبيعي !!!

فقال عمار بحب:

أنا مجنون بك، بالتأكيد لن أفعل ذلك يا حور. لقد جئت للتو للتحدث معك لذلك قمت بالاستفسار عن أكمل صبري. أكمل شخص سيء وسوف يؤذيك !!

قالت حور بغضب:

انت كاذب. كل واحد يشهد بأخلاقه!!

فقال عمار بسخرية:

الأخلاق يا قلب أمه الأخلاق وخد معه مسار قوي جدا فوقي يا حور أكمل عندما أجد أن لا سبيل إلى ذلك ولا سهل. قرر أنه سيتقدم لخطبتك أنت وعرفة بعد ذلك، ماذا كان سيفعل؟! يخدرك ويرتبط بك ويخسرك وأعز ما تملكينه في البنت ويتركك ويهددك بأنه إذا رآه انكشف سيبيع كل شيء وسيخون نفسه وفي يوم من الأيام قام سوف تفعل هذا لكثير من الفتيات.

قالت حور بغضب:

انت كاذب!!

قال عمار بهدوء:

ولدي الدليل والبنات وتسجيلات اليوم في ستين يوما وليس يوما واحدا وحياتك معي. هل تريد أن تعرف مدى قساوة قلب الإنسان؟!

هو يتابع

لمتابعة القصة اضغط هنا

تابعونا على قناة التليجرام هنا ليصلكم إشعار النشر

الرواية من البداية من هنا